toti المدير العام
عدد المساهمات : 107 تاريخ التسجيل : 12/02/2011 العمر : 28
| موضوع: حديث (لا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِن جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ) الأحد فبراير 13, 2011 10:18 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
شرح حديث (لايلدغ المؤمن من جحر مرتين) عن ابي هريره - رضى الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - انه قال: « لاَ يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ » . متفق عليه..
شرح المفردات:
اللَّدْغ) بالدال المهمله والغين المعجمه مايكون من ذوات السموم ، وَاللَّذْع بالذال المعجمه والعين المهمله مَا يكون من النار.قال الخطابي: قَوْله : ( لَا يُلْدَغ ) هذا لفظه خبر ومعناه امر ، أأي ليكن المؤمن حازما حذِراً لايؤتى من ناحية الغفله فيُخدع مرة بعد أخرى , وقد يكون ذلك في أمر الدين كما يكون في أمر الدنيا وهو أولاهما بالحذر.َ (فتح الباري لابن حجر )
من فوائد الحديث: 1- قَالَ النووي : سَبَب الْحَدِيث أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسَرَ أَبَا عَزَّة الشَّاعِر يَوْم بَدْر ، فَمَنَّ عَلَيْهِ ، وَعَاهَدَهُ أَلَّا يُحَرِّض عَلَيْهِ وَلَا يَهْجُوهُ ، وَأَطْلَقَهُ فَلَحِقَ بِقَوْمِهِ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى التَّحْرِيض وَالْهِجَاء ، ثُمَّ أَسَرَهُ يَوْم أُحُد ، فَسَأَلَهُ الْمَنّ ، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْمُؤْمِن لَا يُلْدَغ مِنْ جُحْر مَرَّتَيْنِ "وأمر به فقتل.(فتح الباري ,شرح النووي على مسلم )
2- أأنه ينبغي ممن ناله الضرر من جهة ان يتجنبها لئلا يقع فيها ثانيه
3- على المؤمن أن يكون حذراً في أموره، فلا يمكن أحداً أن يخدعه مرتين؛ فإذا خدعه إنسان مرة وأوقعه في أمر يسوؤه فعليه أن يحذر منه حتى لا يخدعه مرة أخرى، ويدخل في ذلك ما فيه ضرر ديني و ما فيه ضرر دنيوي.
وشرحه الشيخ المحاضر /عبدالرحمن بن ناصر السعدي_رحمه الله_
هذا مثل ضربه النبي صلى الله عليه وسلم: لبيان كمال احتراز المؤمن ويقظته، وأن المؤمن يمنعه من اقتراف السيئات التي تضره مقارفتها، وأنه متى وقع في شيء منها، فإنه في الحال يبادر إلى الندم والتوبة والإنابة. ومن تمام توبته: أن يحذر غاية الحذر من ذلك السبب الذي أوقعه في الذنب، كحال من أدخل يده في جُحر فلدغته حَيَّة. فإنه بعد ذلك لا يكاد يدخل يده في ذلك الجحر، لما أصابه فيه أول مرة. وكما أن الإيمان يحمل صاحبه على فعل الطاعات. ويرغبه فيها. ويحزنه لفواتها. فكذلك يزجره عن مقارفة السيئات، وإن وقعت بادر إلى النزوع عنها. ولم يعد إلى مثل ما %
وفي هذا الحديث: الحث على الحزم والكَيْس في جميع الأمور. ومن لوازم ذلك: تعرف الأسباب النافعة ليقوم بها، والأسباب الضارة ليتجنبها.
ويدل على الحثّ على تجنب أسباب الرِّيب التي يخشى من مقاربتها الوقوع في الشر. وعلى أن الذرائع معتبرة. وقد حذر الله المؤمنين من العود إلى ما زينه الشيطان من الوقوع في المعاصي، فقال {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} ولهذا فإن من ذاق الشر من التائبين تكون كراهته له أعظم، وتحذيره وحذره عنه أبلغ؛ لأنه عرف بالتجربة آثاره القبيحة | |
|